كيفية إدراك قدراتك الحقيقية
لدى كل إنسان منا بغض النظر عن عرقه، أو جنسه، أو أي صفة أخرى إمكانية إدراك قدراته الحقيقية حتى يشعر بالسعادة، والثقة، وتحقيق الذات، وبالرغم من أن إدراك قدراتك الحقيقية لن يكون مهمة سهلة إلا أنه توجد بضعة خطوات وتغييرات يمكنك القيام بها لتصل إلى مبتغاك.
حدد مبادئك الأساسية.
فلا يستطيع المرء إدراك قدراته الحقيقية من دون أن يعرف بل ويحيا بمبادئه الأساسية، لأن هذه المبادئ هي التي تشكل نظرتنا لأنفسنا، وللآخرين، وللعالم من حولنا،[١] ولقد أثبتت الدراسات أنك ستجد معنى أكبر لحياتك وتشعر بالسعادة إذا كنت تحيا حياةً تتناسب مع قيمك أو تتماشى مع أهم أشياء تؤمن بها،[٢] فاسأل نفسك بعض الأسئلة كي تبدأ:[٣]
فكر في شخصين أنت معجبٌ بهما حقًا، فما الذي يعجبك فيهما؟ ما الشيء الملهم فيهما؟ ولماذا؟ وكيف تظن أن هذه الأشياء التي أعجبتك يمكن أن تنطبق على حياتك؟
فكر في لحظة شعرت فيها بالرضا التام أو تحقيق الذات، ما كانت تلك اللحظة؟ ولماذا شعرت بذلك؟
إذا كنت تستطيع تغيير شيئًا واحدًا في مجتمعك ماذا سيكون؟ ولماذا؟
إذا كان منزلك يحترق (بينما كانت أسرتك بالخارج وبالتالي في أمان) فما الثلاثة أشياء التي ستريد إنقاذها؟ ولماذا؟
تحقق من إجاباتك على الموضوعات.
فبمجرد أن تنتهي من إجابة الأسئلة السابقة تحقق من إجاباتك لتلاحظ إن كان هناك نمط أو موضوع معين،[٤] فإذا كنت مثلًا مجب بوالدتك بشدة لإنكارها ذاتها وعطفها عليكم ومعجب بقيم أخيك في عمله، فقد تنقذ صور العائلة، وبدلة زفافك، وذكرى عائلية. وتلك الأجوبة قد تشير عليك أن العلاقات بالذات العلاقة الأسرية.
واعلم أن قيمك تخصك أنت ولا توجد قيم أعلى أو أقل من قيم أخرى، وقد يقدر البعض قيمة التنافس الشريف بينما يقدِّر الآخرون التعاون أكثر، ولا يوجد شيء سيء في أي من القيمتين.[٥]
اعرف الجوانب التي لا تتفق مع قيمك في حياتك.
فإذا كنت تشعر أنك لا تحيا حياتك بقدراتك الحقيقية فقد يرجع السبب إلى أن حياتك لا تتفق مع قيمك، فقد تكون تربيت على إنكار إنجازاتك وعدم الاعتراف بها إلا أن قيمة أساسية من قيمك هي التقدير، فأنت حينها ستشعر أنك لا تدرك قدراتك الحقيقية لأنك لا تعترف بإنجازاتك وإذا كان الآخرين لا يقدِّرون هذه الإنجازات أيضًا، لذلك فكر إذا كانت حياتك لا تتفق مع قيمك وفكر إن كنت تريد تغيير بعض الجوانب فيها حتى تتفق مع قيمك.
قرر ما يعنيه إدراكك لقدراتك الحقيقية.
فبمجرد أن تعرف قيمك الأساسية وجوانب حياتك التي تحتاج إلى التغيير وفقًا لتلك القيم اكتب عما يعنيه إدراكك لقدراتك الحقيقية، هل هو تطوير شخصيتك؟ هل هو النجاح في مستقبلك المهني أم حتى تغييره؟ هل هو النجاح في علاقاتك الاجتماعية؟ وسيكون جيدًا أن تبدأ بالأشياء التي تحتاج لتغييرها في حياتك لتتوافق مع قيمك.
فإن كانت أسرتك مثلًا قيمة أساسية بالنسبة لك لكن متطلبات وظيفتك كثيرة حتى أنك لا تجد وقتًا تقضيه تستمع فيه مع أسرتك التي تحبها وتحتاج لقضاء الوقت معها، فقد يكون الحل هو أن تتقدم لوظيفة ذات متطلبات أقل حتى تستطيع أن تكون الأب والزوج والصديق الذي تريده.
أو قد تكون متورطًا في وظيفة متوسطة لن تترقى فيها بالرغم من أن الطموح هو أحد قيمك الأساسية فقد تحتاج إلى تغيير مهنتك أو مستقبلك المهني ككل لمستقبل مهني آخر يسمح لك بتحدي نفسك وإدراك طموحك.
تخيل نفسك كما تريدها.
فكر مرة أخرى فيما قد يعنيه إدراكك لقدراتك، هل هو طريقة حياة؟ أم دخل مادي معين؟ أم تعلم العزف على الكمان؟ فكل إنسان سيختلف في هذا الأمر عن غيره من البشر، لكن إدراكك لهذا المعنى أمر هام جدًا، وأفضل طريقة لفعل هذا الأمر هي الطريقة التي تعتمد على الدراسات لمعرفة ما هي الأشياء الأهم بحياتك.
ابدأ بتخيل نفسك وقد مُنحت القوة لتحقيق أكبر آمالك وطموحاتك المستقبلية، كيف ستبدو حياتك في المستقبل؟ ماذا تفعل؟ من تصاحب؟ بم تشعر؟ وتخيل كل هذا بالتفصيل الممل، فإن رأيت نفسك مثلًا وقد افتتحت مطعمًا فتخيل أين يقع هذا المطعم، زكم موظفـًا سيكون لديك، وكيف سيقيم الزبائن الأطعمة التي تقدمها، وكيف تشعر أنك نفسك صاحب ومدير المكان.
فكر في نقاط القوة والمهارات التي تحتاجها تصبح ذلك الشخص، فإن كنت صاحب المطعم فستحتاج لبعض المعرفة بإدارة الأعمال، وتستطيع التعامل مع البشر جيدًا، وتستطيع تحفيز ذاتك، ولديك أخلاقيات العمل، وبعض مهارات طهي الطعام.
ثم فكر إن كانت بعض تلك نقاط القوة والمهارات لديك بالفعل، وأي المهارات التي تحتاج لتطويرها، فقد تكون مثلًا طباخًا ماهرًا، وعندك العزيمة للعمل بجد شديد، لكن ليست لديك أدنى فكرة عن كيفية بدء مشروع صغير.
ثم قرر كيف ستطور تلك الجوانب التي تنقصك، وفي هذا المثال يمكنك قراءة بعض الكتب عن إدارة الأعمال، والتحدث مع بعض أصحاب الأعمال الصغيرة، وزيارة بعض المواقع على الإنترنت التي تمدك بالمعلومات في هذا المجال.
ولا مشكلة أبدًا في أن تغير من تفكيرك كلما عرفت نفسك أكثر، فاخط خطوة للوراء واسأل نفسك لماذا تقولب نفسك في إطار معين لإدراكك لقدراتك وهل يمكنك تحقيق هذه الصورة التي تتخيل نفسك فيها؟ فإذا لم تفكر بهذه الطريقة قد تفقد فرصة إعادة تعريف قدراتك ومتعة الاستكشاف المصاحب له.
كن صبورًا وطيبًا مع نفسك.
فتحقيق ذاتك وإدراك قدراتك سيتطلب منك وقتًا ومجهودًا بل وستحتاج للتعاطف مع ذلك أكثر، لذلك قدِّر نقاط قوتك ومهاراتك بالإضافة إلى الجوانب التي تريد تطويرها في نفسك، وقدِّر المجهودات التي تبذلها يوميًا لإدراك قدراتك.
المصدر- وكالات