وتدل الرياح على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات. وربما دل الريح على ملك السلطان وجنده، وأوامره وحوادث عساكره وأعوانه، وقد كانت الريح خادماً لسليمان عليه السلام. وربما دلت على العذاب والآفات لحدتها عند هيجانها لا سيما إن كانت دبوراً، لأنها الريح التي هلكت عاد بها، ولأنها ريح لا تلقح. وربما دلت الريح على الخصب والرزق، والنصر والظفر خاصة إن كانت من الرياح اللواقح لما يعود منها من صلاح النبات وهي الصبا والعرب، وتسمى الصبا القبول لأنه مقابل الدبور. وربما دلت الريح على الأسقام والعلل في الناس كالزكام والصداع
قال الكرماني: الريح السموم يدل على الأمراض المحرقة والريح الزمهرير يدل على الأمراض الباردة والريح المعتدلة تدل على الصحة والريح التي تجعل الأشجار حاملة تدل على صلاح أهل ذلك المكان.
- ومن رأى أن الريح هبت هبوباً شديداً فإنه يلحق أهل ذلك المكان خوف، وإن اشتد هبوب الريح حتى قلعت الأشجار يلحق أهل ذلك المكان بلاء ومصيبة مثل علة الطاعون والنقطة والحصب.
- ومن رأى: أن الريح أذهبته من مكانه يدل على أنه يسافر سفراً بعيداً أو يحصل له في ذلك السفر جاه وأبهة بقدر ذهابها إياه من الأرض إلى السماء.
- ومن رأى: أن الريح حملت أقواماً ورفعتهم إلى الجو فإنه يدل على حصول الشرف والسيادة لهم.
- ومن رأى: إعصاراً قد أقبل ثم انبسط على الأرض فإنهم قوم يخرجون إلى حرب أو شر ثم يصطلحان.
- ومن رأى غباراً قام ونزل في مكان يتعلق به فإنه يدل على حصول المال والنعمة بقدر ذلك.
- ومن رأى غباراً بين السماء والأرض مثل الضباب فإنه يدل على حصول أمر مهول حتى يكون أهل ذلك المكان محيرين في خلاصهم.
والله تعالي أعلي واعلم